***
قيل للحجاجِ: كيف وجدت منزلَك بالعِرَاق أيها الأمِير قال: خَير مَنزِل
لو أدركتُ بها أربعةَ نفر فَتقرَّبت إلى الله سُبحانه وتعالى بدمائهم قيل
له: ومَن هم قال: مُقاتل بن مِسْمع وَلِي سِجِسْتان فأتاه الناسُ
فأعْطاهم الأموال فلما قَدِم البصرة بسط له الناسُ أرديتهم فمشى
عليها فقال: لمثْل هذا فليعمل العامِلُون.
وعبيد اللهّ بن ظَبيان خطَب خُطْبة أَوْجَز فيها فناداه الناسُ من أ
َعْراض المَسْجد.
كثَّر الله فينا أمثالك قال: لقد كلَّفتم ربكم شططا.
ومَعْبد بن زُرارة كان ذات يومٍ جالساً على طريق فمرَّت به امرأةٌ
فقالت: يا عبد الله أين الطَّريق لِمَكان كذا فقالَ لمِثْلي يُقال يا عبد الله!
وَيلك! وأبو السَّمّال الحَنَفِيّ أضلَّ ناقَته فقال: واللهّ لئن لم تُرَدَّ عليَّ
ناقتي لا صلّيتُ أبداً.
وقال ناقلُ الحديث: ونَسيِ الحجَّاج نفسَه وهو خامسُ هؤلاء الأربعة
بل هو أشدُّهم وأعْظَمهم غرابة حين كتب إلى عبد الملك بن مروان
في عَطْسة عَطسها فَشَمَّته أصحابُه ورَدَ
فَشَمَّته أصحابُه ورَدَ عليهم: بَلغني ما كان من عُطاس أمير
المؤمنين وتشْميت أصحابه له وردّه عليهم فيا ليتني كنتُ معهم
فأفوز فوزاً عظيما.
وكتابُه إليه: إنّ خَليفة الرَّجل في أهلِه أكرمُ عليه من رَسوله إليهم
وكذلك الخُلفاء يا أميرَ المؤمنين أعلَى منزِلةً من المُرسلين.